دراسة تحليلية بلاغية لكتاب الجوهر المكنون

الباب الاول

مقدمة

أ‌.              خلفية البحث

عرفنا أنّ شريعة الإسلام مصدرها القران الكريم والأحاديث الشريفة وهما يعبّران عن اللغة العربيّة كما قال تبارك وتعالى : " إنّا أنزلناه قرانا عربيّا لّعلّكم تعقلون " ( يوسف : 2 ). قوله "إنّا أنزلناه" أي نحن بعظمتنا وجلالنا. قوله "عربيّا " نعت للقران, والعربي منسوب للعرب لكونه نزل بلغاتهم, والمعنى أنّ القران نزل بلغة العرب, فليس فيه شيئ غير عربي. فان قلت: قد ورد في شيئ غير عربي, كسجيل ومشكاة واستبرق وغير ذلك. أجيب : بأنّ هذا مما توافقت فيه اللغات, والمراد أنّ تركيبه وأساليبه عربيّة, وان ورد فيه غير عربي فهو على أسلوب العرب وعلى أسلوب غيرهم, وإنما كان عربيّا لأنّ تلك اللغة أفصح اللغات ولأنها لغة اهل الجنّة في الجنّة ( حاشية الصاوى على تفسير الجلالين الإمام السيوطى : المجلد الصفحة 159– دار الكتب العلمية - بيروت ) .

وهو كما في قوله صلى الله عليه وسلّم : أَجِبُّ الْعَرَبَ لِثَلَاثٍ : لِأَنِّي عَرَبِيٌّ , وَالْقُرْانُ عَرَبِيٌّ , وَكَلَامَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ. رواه الطبرانى وغيره ( مختار الأحاديث النّبويّة الصفحة 8 ). قوله : لعلّكم تعقلون, علّة لكونه عربيّا, والمعنى لكي تفهموا معانيه وتتأمّلوا فيها فتعلموا أنّه من عند الله. ( حاشية الصاوى على تفسير الجلالين الإمام السيوطى: المجلد الثانى الصفحة 160 – دار الكتب العلمية - بيروت  )

هذه تدلّ على أن من يقصد أن يتعلّم شريعة الإسلام يلزم أوّلا أن يتعلّم اللغة العربيّة وما يتعلّق بها من القواعد. ولكن اللغة العربية ليست اللغة القرانيّة والأحاديث فقط, هذه لغة علميّة التى تعلّمها كل نوع من الأنواع الإنسانية في العالم.

وعرفنا أن كثيرا من علوم الإسلام مثل كتب العلماء السلف مكتوبة باللغة العربية ككتب علم التوحيد, وكتب علم التفسير, وكتب علم الحديث, وكتب علم التصوّف, وكتب علم الفقه وأصوله, وكتاب علم النحو وعلم الصرف, وكتاب علم المنطق, وغير ذالك.

فلذالك يتبغى لنا أن نتعلّم اللغة العربيّة لكى نفهمه ثم نعمل أمور الدين في حياتنا. وقواعد اللغة العربيّة من أفراد اللغة العربيّة. وينبغى على كل من تعلّم اللغة العربيّة تعلّم القواعد لكى يفهم طريق التعلّم جيّدا. ومن أهمّية تعلّم قواعد اللغة العربيّة هي علم النحو والصرف والبلاغة.

أمّا النحو فهو قواعد يعرف بها وظيفة كل كلمة داخل الجملة, وضبط أواخر الكلمات, وكيفيّة إعرابها.(مخلّص قواعد اللغة العربيّة الجزء الأول : 17- دار الثقافة الإسلامية - بيروت

وأمّا الصرف فهو بنية الكلمة العربيّة وكل ما يطرأ عليها من تغيّر سواء بالزيادة أو النقص.  .(مخلّص قواعد اللغة العربيّة الجزء الثانى : 6 - دار الثقافة الإسلامية - بيروت

وأمّا البلاغة فهي تأدية المعنى الجليل واضحا بعبارة صحيحة فصيحة, لها في النفس أثر خلاب, مع ملاءمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه, والأشخاص الذين يخاطبون. ( البلاغة الواضحة : 10 – روضة فريس- خاكرتا )

ونعلم أنّ علم البلاغة تتكوّن من ثلاثة علوم وهي علم المعانى وعلم البيان وعلم البديع.

أمّا علم المعانى فهو أصول وقواعد يعرف بها أحوال الكلام العربى التى يكون بها مطابقا لمقتضى الحال بحيث يكون وفق الغرض الذى سِيقَ له. ( جواهر البلاغة, السيد المرحوم أحمد الهاشمى : 46- مكتبة دار إحياء الكتب- اندونيسيا )

وأمّا علم البيان فهو أصول وقواعد يعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرق يختلف بعضها عن بعض في وضوح الدلالة العقليّة على نفس ذلك المعنى. ( جواهر البلاغة, السيد المرحوم أحمد الهاشمى : 244 - مكتبة دار إحياء الكتب- اندونيسيا )

وأمّا علم البديع فهو علم يعرف به الوجوه والمزايا التى تزيد الكلام حُسنا وطلاوة وتكسوه بها ورونقا بعد مطابقته لمقتضى الحال. ( جواهر البلاغة, السيد المرحوم أحمد الهاشمى : 260 - مكتبة دار إحياء الكتب- اندونيسيا )

وفي هذه الرسالة إختصّ الكاتب بحثا الذى يتعلّق بعلم البلاغة, وهو علم البيان, خصوصا في الحقيقة والمجاز, ولذالك قرّر الكاتب موضوعا : الحقيقة والمجاز " دراسة تحليليّة بلاغية لكتاب الجوهر المكنون".

أمّا خلفيّته فهو أنّ الكاتب يجد في قوله تعالى :" يجعلون أصابعهم فيْ اذانهم..الأية ( البقرة : 19 ) فإن المراد من الأصابع الأنامل لأنها التى تجعل في الأذان, فهو مجاز مرسل من ذكر الكل وإرادة الجزء وهي الأنامل . وقوله تعالى :" خذوا زينتكم عند كل مسجد..الأية ( الأعراف : 31 ). المراد من الزينة الثياب التى هي محل الزينة . فذكر الزينة وأراد الثياب التى هي محلها مجاز مرسل من ذكر الحال وإرادة المحال , وعكسه قوله تعالى عند كل مسجد, فإن المراد من المسجد الصلاة, فهو مجاز مرسل من ذكر المحال وإرادة الحال .( مجم خمس رسائل, للعلامة السيد أحمد بن زين دحلان : 3 – الحرمين سنقافرة- جدة اندونيسيا ) , واية اخر التى لم تدرك معناها إلّا بعلم البلاغة .

ب‌.       تحقيق البحث

ولتسهيل بحث المسائل التى هي تتعلّق بالموضوع, ينبغى ان يقرّر الكاتب تحقيق البحث, هو كما يلى:

1.   ما هو كتاب الجوهر المكنون؟

2.   ما هي الحقيقة والمجاز في كتاب الجوهر المكنون ؟

3.   كيف تحليل الحقيقة والمجاز في كتاب الجوهر المكنون ؟

ت‌.         أغراض البحث

1.   معرفة  كتاب الجوهر المكنون

2.   معرفة الحقيقة والمجاز في كتاب الجوهر المكنون

3.   معرفة تحليل الحقيقة والمجاز في كتاب الجوهر المكنون

ث‌.         أساس التفكير

قد تقدّم أنّ من يريد أن يتعلّم القرآن الكريم والأحاديث الشريفة الإسلاميّة ينبغى ان يتعلّم اللغة العربيّة وقواعدها لأنّ أساس الشريعة الإسلاميّة هو القرآن الكريم والأحاديث الشريفة اللذان لا يمكن فهمهما إلّا بلغة العربيّة. ولذالك ينبغى لكلّ من يريد أن يعرف شريعة الإسلام التى هي توجد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة  أن يتعلّم اللغة العربيّة وقواعدها كعلم البلاغة مثلا .

و يكون علم قواعد اللغة العربية كعلم البلاغة مثلا, مهمة لتفهّم القرآن ولتفهّم معانيه البديعة. ولذالك أراد الكاتب ان يحلل علم البلاغة خصوصا "في الحقيقة والمجاز" دراسة تحليلية بلاغية  لكتاب الجوهر المكنون.

أ‌.    خطوات البحث

أمّا الطريقة التى يستعملها الكاتب فى كتابة هذا البحث هي الطريقة التحليليّة. فالخطوات التى سلكها تتخلّص فيما يلى :

1.   تعيين الموضوع

أمّا الموضوع فى هذا البحث هو " الحقيقة والمجاز ( دراسة تحليليّة بلاغيّة لكتاب الجوهر المكنون )

2.   تعيين مصادير البيانات

إنّ مصادير البيانات التى يستعملها الكاتب فى هذا البحث تنقسم الى المصادير الأصوليّة والمصادير الإضافيّة.

-        المصادير الأصوليّة هي الكتاب الجوهر المكنون

-        المصادير الإضافيّة  هي الكتب التى تؤيد البيانات الأصوليّة وتؤكّدها. فهي كل كتاب يظنه الكاتب أنه يحتوى كل ما يتعلق بموضوع البحث, منها :

Ø   البلاغة الواضحة لعلى الجارم ومصطفى أمين

Ø   عقود الجمان لإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطى

Ø   جواهر البلاغة فى المعانى والبيان والبديع لالسيد المرحوم أحمد الهاشمى

3.   تعيين طريقة البحث

وفى هذا البحث أراد الكاتب أن يستخدم الطريقة التحليليّة المحتوية. وأراد الكاتب أن يستخدم كتابا واحدا ويفصّل أيضا ما فى كل كتاب من أمثلة وتفصيليّة وغير ذلك الذي هو يتعلّق ببحث الكاتب لكي ييسر الكاتب في بحثه الذي هو يوجد في هذه الرسالة. 

المراجع

بن محمد الصاوي، الشيخ أحمد، حاشية الصاوي على تفسير الجلالين, بيروت _ لبنان : دار الكتب العلمية, 1971

الهاشمي، أحمد، مختار الأحاديث النبوية، الحرمين, الطبعة الأولى، 1426 هـ.

نعمة, فؤاد، ملخّص قواعد اللغة العربية، بيروت: دار الثقافة الإسلامية، دت.

الأخضري، عبد الرحمن، الجوهر المكنون، سنقافورة-جدة اندونيسيا : الحرمين، د ت

عبد الرحمن السيوت، جلال الدين، شرح عقود الجمان، سمارانج : مكتبة وطبعة كرياطة فوترا, دت

الهاشمي، السيد المرحوم أحمد، جواهر البلاغة، اندونيسيا: مكتبة دار الإحياء الكتب العربية، دت

الجارم, علي ومصطفى أمين, البلاغة الواضحة, جاكرتا : روضة فريس, دت

الحقيقة والمجاز

دراسة تحليلية بلاغية لكتاب الجوهر المكنون

الرسالة

مقدّمة للحصول على درجة سرجانا

في قسم اللغة العربيّة بكلّية التربيّة

الجامعة الإسلاميّة تشباسونج

قدّمها :

عمران حلمى

رقم التسجيل : 1003101

الجامعة الإسلاميّة تشباسونج

سنجافرنا – تاسكملايا

٢٠١4م

محتويات الرسالة

التصحيح صورة تجريدية الشعار وإهداء شكر وتقدير سيرة حياة الكاتب  محتويات الرسالة

........................................... ........................................... ........................................... ........................................... ...........................................

الباب الأول

مقدمة

1.   خلفيّة البحث 2.   تحقيق البحث 3.   أغراض البحث 4.   أساس التفكير 5.   خطوات البحث

........................................... ........................................... ........................................... ........................................... ...........................................

الباب الثاني

لمحة شريعة عن علم البلاغة ومباحثه والإمام عبد الرحمن الأخضرى

1.   علم البلاغة ..................................................... 2.   مباحث علم البلاغة ............................................. 3.   سيرة حياة الإمام عبد الرحمن الأخضرى ............................

الباب الثالث

تحليل الحقيقة والمجاز في كتاب الجوهر المكنون

1.  كتاب الجوهر المكنون .............................................. 2.  الحقيقة والمجاز في كتاب الجوهر المكنون ............................... 3.  تحليل الحقيقة والمجاز في كتاب الجوهر المكنون .........................

الباب الرابع

ألخاتمة

1.  الخلاصة 2.  الإقتراحات 3.  المراجع

......................................... ......................................... .........................................